نحن الكرام فلا حي يفاخرنا
فينا الرؤؤس وفينا يقسم الربع

ونطعم الناس عند القحط كلهم
من السرف اذا لم يؤنس القزع

اذا أبينا فلا يأبى لنا أحد
انا كذلك عند الفخر نرتفع




قال : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حسان بن ثابت . فانطلق اليه الرسول . فقال : وما يريد مني وقد كنت عنده ؟ قال : جاءت بنو تميم بشاعرهم و خطيبهم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابهم وتكلم شاعرهم ، فأرسل اليك تجيبه ، فجاء حسان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبه فقال حسان :



نصرنا رسول الله والدين عفرة
على رغم سار من معد و حاضر

ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى
اذا طاب ورد الموت بين العساكر

ونضرب هام الدراعين وننتمي
الى حسب من جرم غسان قاهر

فلولا حياء الله قلنا تكرما
على الناس بالحقين هل من مفاخر

فأحياؤنا من خير من وطىء الحصى
وأموالنا من خير أهل المقابر




قال : فقام الأقرع بن حابس فقال :

اني والله لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء ، وقد قلت شعرا فاسمعه ، فقال : هات ، فقال :

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا
اذا فاخرونا عند ذكر المكارم

وانا رؤؤس الناس من كل معشر
وأن ليس في أرض الحجاز كوارم

وأن لنا المرباع في كل غارة
تكون بنجد أو بأرض التهائم




فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قم يا حسان فأجب ، فقال :



بني دارم لا تفخروا ان فخركم
يعود وبالا عند ذكر المكارم

هبلتم علينا تفخروا وأنتم
لنا من بين ظئر و خادم

وأفضل ما نلتم من المجد والعلى
ودافتنا من بعد ذكر الأكارم

فان كنتم لحقن دمائكم
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا لله ندا واسلموا
ولا تفخروا عند النبي بدارم

والا ورب البيت مالت أكفنا
على هامكم بالمرهفات الصوارم