من زيادة الحرية في اعلامنا لم يسمح بنشر هذا المقال لأنه يلامس حاجات الناس الفعلية
وليست القضايا الهامشية التي تشغلهم
وليست القضايا الهامشية التي تشغلهم
40عام من التخطيط ......والنتيجه ؟؟؟
بقلم : د. وديع أحمد كابلي
أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز
اطلقت الخطة الخمسية الاولي عام 1970 م من القرن الماضي ، ثم توالت بعدها الخطط الخمسية الثانيه والثالثه و ........ حتي بلغت ثمانية خطط بالتمام والكمال علي مدي أربعين عاما .
وقبل اسابيع أعلن عن الخطة الخمسية التاسعه والتي ستبدأ مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بملبغ إجمالي يقارب الترليون ونصف ( التريليون = 1000 مليار) ريال .
وهي بذلك تعتبر أكبر خطه خمسيه في تاريخ المملكة بحجم يتجاوز الخطه السابقة لها بحوالي 67% . ومع ذلك لم تلاقي هذه الخطة الهائلة ما تستحقه من إهتمام شعبي أو حتي رسمي بما يتناسب مع حجمها وطموحاتها الكبيرة ، بل لم تلاقي من اهتمام ما يوازي عشر الاهتمام بالميزانية العامة للدولة التي تعلن في نهاية كل سنة ماليه !!!
ولم يظهر لنا وزير الاقتصاد والتخطيط ليشرح لنا أي شئ عن الخطة الجديده !! ولم تكلف وسائل الاعلام لدينا ( المقروئة والمرئية والمسموعة ) نفسها بتقديم أي تعريف عن الخطه التاسعة أو شرح لها ، ولم يقدم لنا الكتاب والمحللون أو و رجال الاعمال أو المسئولين في الحكومة أي تعليق أو شرح أو توضيح ، وبدأ الناس ينسون كل شئ عن هذه الخطة ولم يمضي أيام علي إعلانها وكأنها خبر عادي يذاع كل يوم !!!
ما هو سر عدم الاهتمام بالخطط الخمسة ؟؟؟
بالرغم من هذه الخطه تحمل في طياتها أرقاما فلكيه لم يحلم بها أي مواطن ، فهي تعلن أنها سوف تنفق حوالي 51% (736 مليار ريال) علي قطاع تنمية الموارد البشرية ( أي التعليم والتدريب وما شابهه) ، و19% ( 274 مليار) علي التنمية الصحية والاجتماعية ، و 16% (231 مليار)علي تنمية الموارد الاقتصاديه ، و8% (116 مليار) علي النقل والاتصالات ، ومثلها علي الخدمات البلدية والاسكان .
كل هذه الارقام الفلكيه لم تثر لدي الناس أي إهتمام أو متابعة أو حماس ، وذلك لسبب بسيط جدا ، وهو فقدانهم الثقة في الخطط الخمسية من خلال تجربة الاربعين سنة الماضيه !!!
فقد مل الناس من كثرة الوعود والاحلام الورديه التي قدمتها الخطط الثمانية الماضيه ، وهم يرون الامور تزداد سوئأ خلال العشرين سنة الاخيره ، وأعداد العاطلين عن العمل تزداد كل سنه من سنوات الخطط السابقة بالرغم من تزايد عدد المتعلمين وزيادة أعداد المدارس والجامعات !
وقد تزايدت أعداد الباحثين عن العلاج أو علي سرير في المستشفيات الحكومية ، وأعداد الباحثين عن عمل أو سكن أو وسيلة مواصلات ، دع عنك تردي الخدمات البلدية ، والماء والكهرباء والمجاري !!
فأي شئ يرجي من الخطة التاسعه ؟ إذا كان هذا الوضع الحالي هو نتيجة الخطط الخمسية الثمانيه السابقة ؟؟؟ الناس معذورة لأن هذه هي النتيجه من خلال 40 عام من التخطيط المتواصل .
هل توقفنا بعد كل خطة خمسية لنسأل أنفسنا ماذا تم تحقيقه من تلك الخطة ؟ وما لم يتم تنفيذه منها ؟ ولماذا ؟ في البدايه كنا نذكر بكل فخر ما تم إنجازه في الخطه الخمسيه ، ونتجاهل ما لم يتم تحقيقه منها ، أما الان فلم نعد نذكر حتي الجزء الذي تم تنفيذه حسب الخطه ، لانه أصبح يتضائل خطه بعد خطه ، حتي أصبح من المخجل ذكر أي شئ عن الخطط السابقة !!
عندما يفقد الناس إهتمامهم بالشئ فهذا يعني أنه لم يعد يؤثر في حياتهم ، وعندما يفقد الناس ثقتهم في شئ فهذا يعني عدم تصديقهم لمحتواه ، فقد مل الناس سماع الوعود الوردية التي يطلقها بعض المسؤلين عندما يتولي المنصب بإيجاد حلول لكل المشاكل التي يعاني منها المواطنين ولا يرون منها شيئا يتحقق علي أرض الواقع ، بل سرعان ما ينسي المسؤل والمواطن علي حد سواء تلك الوعود، وكأن شئ لم يكن ، والكلام ما عليه جمرك !!!
حتي أن الدكتور عبد الله دحلان في مقاله الاسبوعي في جريدة الوطن يتسائل عن المليون وحده سكنيه التي وعدت بها الخطة التاسعة ... هل هي علي الورق .. أم علي الأرض ؟؟؟
هكذا إنتهي الامر بالخطط الخمسية للتنمية الاقتصاديه والاجتماعية ( مجرد خيال علمي ) ، كما يقولون ، فأي تخطيط هذا الذي يتحدثون عنه ؟
ومن حق كل مواطن أن يسال : لو لم تكن هناك خطط خمسية للتنميه الاقتصاديه والاجتماعية ، هل سيكون وضعنا الان أفضل ؟