تحدث رئيس الطباخين لدى معمر القذافي عن حالة القذافي الاخيرة قبل مقتله واوضح انه كان في حالة انسانية صعبة جدا وكان ينتقل من منزل الى اخر في مدينة سرت وكان يشاهده يصلي ، وقال ان القذافي ترك
باب العزيزية بعد خطابه الشهير الذي اعلن فيه انه باق في باب العزيزية ولن يذهب الى اي مكان ، كما ذكر انه دخل الى مدينة سرت في السابع عشر من شهر اغسطس الماضي ، وكان رئيس الطباخين لدى القذافي
قد تم القبض عليه داخل احدى المستشفيات في مدينة سرت بعد اصابته ،
اللقاء :
باعتبارك رئيس الطباخين كيف كان يعيش القذافي قبل مقتله؟
-كان القذافي يعيش في وضع إنساني صعب جداً، فقد كنا ننتقل من مكان لآخر ومن منزل لمنزل ومن شقة لشقة بشكل يومي، وذلك بسبب القصف الشديد من قبل قوات الثوار ونيران قصف المدفعي للمنازل التي
هي خالية من السكان التي هاجروها بشكل كامل.
فكان القذافي مع بعض حراساته في منزل لوحدهم، وأنا مع الطباخين في منزل آخر ولكن كنا قريبين منه بشكل كبير، رغم إنني لم أشاهده إلا في أوقات قليلة جداً فتارة أشاهد وهو يصلي وتارة أخرى أشاهده يتحدث
إلى حراسه وبعض معاونيه.
كيف كنتم تحصلون على الأكل في ظل الحصار الشديد على الحي؟
-كانت المواد الغذائية ناقصة جداً في المدينة، بسبب الحصار الذي تعاني منه المدينة خلال الفترة الماضية، فقد كنا نعتمد على المواد المعلبة بشكل كبير، وكان القذافي يتناول طعام معلب بشكل كبير،
إلى جانب بعض الوجبات الخفيفة مثل أرز باللبن أو المعكرونة.
وباعتباري أنني لست من يقوم بإحضار الأكل له، فقط كنت مشرف على الطباخين ولدى الانتهاء من الطهي والتجهيز يقوم بعض الحرس بنقل الطعام له في المكان الذي يتواجد فيه رفقة
اللواء بوبكر يونس جابر ومنصور ضو فهم قريبين منه.
متى وصل القذافي إلى مدينة سرت؟
-وصل معمر القذافي إلى مدينة سرت في السابع عشر من شهر أغسطس الماضي، أي في 17 من شهر رمضان، وذلك قبل سقوط العاصمة بثلاثة أيام.. خرج في رتل
من السيارات المدنية الصغيرة، ولم تكن عسكرية بل كانت مدنية رفقة الكتائب الأمنية بشكل سري ودون علم أحد، ولم أكن معه لحظة خروجه من العاصمة، إلى مدينة
بني وليد كنقطة عبور إلى مدينة سرت.
وبعد ذلك وصل الرتل إلى مدينة سرت وقد أستقر معمر القذافي في عدة عمارات بعدة أحياء مختلفة، فقد كان يتنقل من مكان لآخر، وخصوصاً بعد نزوح العائلات م
ن المدينة.. كنا ننتقل من بيت لبيت ومن شقة لشقة لتجنب قصف الثوار للأحياء السكنية باعتبارها كانت خالية من المدنيين.
هل كان القذافي يتواجد دائماً في مقره بباب العزيزية؟
لا، القذافي خرج من باب العزيزية بعد خطابه الثاني الذي كان يهدد فيه الحلف النيتو بأنه موجود هنا ولن يرحل أبداً إلى أي مكان آخر، وأن الحلف سيهزم في ليبيا،
إلى منطقة السراج وبقينا فيها هناك إلى السابع عشر من شهر رمضان أي قبل دخول الثوار إلى العاصمة طرابلس، فقد خرج القذافي في رتل كبير إلى مدينة بني وليد كنقطة عبور ثم إلى مدينة سرت الساحلية.
وأما أنا كرئيس الطباخين فقد قام معمر القذافي باستدعائي وقد قام المدعو منصور ضو باصطحابي إلى مدينة سرت في الثامن عشر من شهر أغسطس أي في اليوم الثاني
من رحيل القذافي إلى المدينة، وعند وصولنا تفاجأت بوجوده هنا، لأنني لم أكن أعرف بأنه ذاهب إلى مدينة سرت.
كيف كان القذافي يتعامل مع من حوله؟
كان القذافي يتعامل مع حوليه بشكل عادي، فقط كان متوتراً نوعاً ما، باعتباري أنني لا أشاهده بشكل متكرر.. كنت أشاهده أحياناً عندما يصلي أو جالساً يتحدث مع اللواء بوبكر
أو منصور ضو أحد حرسه الشخصي، ولكن كان هادئاً نوعاً ما.
وبحكم كنا ننتقل من منزل لمنزل ومن شقة لشقة لم نعد نلتقي بسبب القصف الشديد، إلى أن أصبت بشظية قذيفة في يدي الأيسر، إلى جانب إصابتي في جبهتي، وقد تم وضعي في عيادة
عمر المختار بحي الثاني، وكنت أشاهد الجرحى والمصابين يتوافدون على العيادة، وكل من كان يموت على فراشه يتم حمله بالفراش إلى باحة العيادة ويتم دفنه خوفاً من تحلل الجثث بسبب عدم تواجد ثلاجة في العيادة.
كيف كان القذافي في آخر أيامه قبل القبض عليه وقتله؟
كان القذافي قلقاً جداً بسبب الحصار الشديد من قبل الثوار، فكان يأتي إليه الحرس يطلبون منه الرحيل من المنزل الذي يتواجدون فيه، وفجأة طلب الخروج من الحي
في فجر يوم الخميس من مدينة سرت إلى منطقة وادي الأحمر، ولدى دخول الثوار للمنطقة والسيطرة عليها تم القبض علي وأنا متواجد داخل العيادة لأنني كنت مصاباً وأتلقى العلاج بداخله.
ابورفاد العليي