ليس النجاح كل شيء !!
أخي :

أن من أدبيات النهضة الحديثة ما هو من قبيل أن يكون الإنسان منصرفاً إلى الاهتمام والاشتغال بالعمل والإنجاز والنجاح ، متناسياً أو ناسياً أو مهملاً ما هو من قبيل العمل أو التأمل من أجل مبدأ العيش لله الذي هو يمثل السعادة للذات الإنسانية.

بل أضحى تمجيد الاهتمام بالعمل المنتج ، هو الأصل مهما كان بعيداً عن أي : مقصد روحي أو ديني أو خُلقي ، وسبب ذلك أن الحضارة المادية قد بشرت بأن من يمتلك المال والجاه والشهرة أو المعرفة فإنه قد اغتنى بنعيم الفردوس عن النعيم الموعود في الآخرة!!.

مع أنه لو تأمل الإنسان قليلاً لعلم أن التقدم المعرفي المادي من غير ارتباطه بالدين الحق والأخلاق السامية أنه لا يستطيع تحقيق كل أبعاد الجوهر الإنساني ولا تطلعات النفس البشرية ، بل يفرغ الحياة البشرية من الدلالات والمعاني الداخلية ، ويؤهلها لقبول كل شيء غير إنساني وغير أخلاقي.

فالإنسان الذي يعمل من غير ربط ذلك بمصيره الحقيقي ، يكون قلقاً تجاه الوضعية التي سيصير إليها بعد الموت.

أما الإنسان الذي يربط عمله ونجاحاته وإنجازاته بمقاييس الآخرة ، هو من يستطيع التعامل مع مفردات الوجود لأنه علم أن هذه الموجودات هي مخلوقات لله تعالى مثله ، وهي تسبح مثله لله جل وعلا ، فيتعامل معها وفق ما سنه الله تعالى.

ولكم التحية...
من هنا .. أنا!