, وحملت في طياتها الكثير من الأمور السارة والمفرحة حتى أصبحت حديث الإعلام العالمي والكثير من مواطني دول الجوار
, والجنة مثواك سيدي وغيرها من الكلمات التي حقاً يستحقها مليكنا الغالي

إلا أن تلك الأوامر تولى تنفيذها وبلورت آليتها مسؤولين لم يناموا ليلة يتألمون من شدة الجوع , ولم يذوقوا مرارة الحر في فصل الصيف في بيت دون كهرباء , ولم يجربوا الوقوف طويلاً في الشارع بإنتظار محسن يقلهم إلا وجهتهم وهم لايملكون قيمة التاكسي

فحولوا فرحة الشعب بتلك الأوامر إلى وهم كمثل من رزق بمولود فرٍح بمقدمه ولكنه لم يلبث إلا أن توفي
حيث جاءت آلية تلك الأوامر السامية عقيمة لاتخدم المواطن ولم تصل إلا أدنى طموحاته
أحد أولئك المسئولين هو معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف بصفته رئيس الوزارة الممولة لتلك الخيرات التي وهبها المليك لأبنائه
الدكتور حسن العجمي كاتب صحيفة حدث كما هي العادة نقل هموم المواطنين فيما يخص هذا الجانب بمقال جاء تحت عنوان "وزراء أمرهم عجيب"
حيث جاء نص المقال كما يلي :-


جرت العادة ان الفقراء هم من يحسدون الاغنياء ، ولكننا في زمن كثُرت فيه العجائب وانتكستِ الفِطر وازداد عدد المرضى بِحُبِ التملُّك ومُصادرة أرزاق الناس وحسدهم حتى على الفُتات ، هؤلاء القوم لا يُحْسبون على عامة الناس ولا ينتمون إليهم ، ويُمثِّل هذه الصورة في أسوء حُللِها شخصيتين سعوديتين بارزتين للأسف الشديد.

الشخصية الأولى: شخص معالي وزير المالية الذي ما فتئ يُنغِّصُ على المواطنين أحلامهم ويُتْرِح أفراحهم في كل مناسبة كريمة ، بل إنه لم يوفق في يومٍ مَّا ليكون محضر خير ، فمثلاً حين يُصرِّح وزير المالية (في التلفزيون) وهو المسئول عن أموال الدولة والشعب ليقول : حين سُئل عن قيمة القرض العقاري وعدم تناسبه مع أسعار العقار وإمكانيات المواطنين ، قال ما نصه(وبكل تجرد من المسئولية) : المواطن يدَبِّر نفسه في الباقي!!! ، عبارة تفتقر إلى أبسط قواعد الدبلوماسية والإحساس بالمسئولية ، هذه العبارة كفيلة بِقتله سياسياً لو كنا في دولة مُتحضِّرة ، إذا كنت يا معالي الوزير عايش في برج (عسَّافي) وما تعرف كم المبلغ اللي تبي المواطن يدبِّره (أنا بعلمك) المبلغ اللي تتكلم عنه يا وزير المالية في أبسط حالاته لا يقل عن نصف مليون ريال ، وأعتى مواطن لا يستطيع تجميع هذا المبلغ من راتبه الهزيل بسببك وبسبب أصدقاءك التجار الذين (لعبوا في حسبتنا) ، وهناك تخصصٌ آخر بَرَع فيه وزير المالية واشتُهِر عند الملأْ ، ألا وهو : قصقصة الأوامر الملكية الكريمة وتحويلها من أوامر ملكية كريمة إلى رغبات عسَّافية مقيتة ، إنه يتعامل مع ماليتنا وكأنها شيءٌ من مدخرات عائلته فلا يكاد يصِلُ إلينا شيءٌ أمر به خادم الحرمين الشريفين إلا وقد نُزِع منه الدسم وذهب بريقه بسبب هذا الوزير غريب الأطوار ، لقد كان الأمر الملكي واضحاً وضوح الشمس حين قال : صرف راتبين لكل موظف!!! ولم يقُل راتبين أساسين!!! فمن سمح لك أيها الوزير المتفيقه ان تُخصص العام وتُقيد المُطلق وكأنك تهبُنا من جيبك الخاص ، أعجِز الديوان الملكي عن إضافة كلمة (أساسي) في الأمر الملكي المقصود؟؟؟ ، أم أنك تُنفِّذُ أجِندةً مشبوهةً للتقليل من شأن الأوامر الملكية وتخفيف آثارها الإيجابية؟؟؟ ، هل تعلم يا وزير المالية والكلام للجميع أن كثيراً من الناس لا تتجاوز رواتبهم الأساسية ألف وخمسمائة ريال؟؟؟ ، مما يعني أن الضجة التي صاحبت الأوامر الملكية تمخضت عن ثلاثة آلاف ريال فقط بسببك ، لذلك صدَق القائل (تولَّد الجمل عن إبرة) وانا أقول : خاصة إذا كان المُولِّد عسافاً ، وليست هذه المرة الأولى ، فسوابقك في هذا الشأن سوداء مُعتِمة تشهد على سوادٍ تحمله بين جنبيك يكفي لتسويد عيشتنا ما دُمت موجوداً ، فلم ولن ننسى ما فعلته بالأمر الملكي الكريم قبل سنوات حين أمر خادم الحرمين الشريفين بزِيادة رواتب المبتعثين خمسين بالمائة فسبب لك ذلك كثيراً من الألم والاستياء ، فعُدت علينا وجعلتها زيادة خمسين بالمائة على الراتب الأساسي فقط فكانت الزيادات رمزية وغير مُفْرِحة ، إن هذه التصرفات من وزير المالية ستُسبب أزمة ثقة بين المواطنين والأوامر الملكية الكريمة التي تصب في صالح المواطن ، وسبق وأن التمست من خادم الحرمين الشريفين أن يكون عطائه للشعب مباشرة لأن الحرامية كثير والقربة مشقوقة ، وهنا أضيف : والحُسَّاد ومرضى القلوب واجد (عدمناهم) .

الشخصية الثانية : شخصية مدير الخطوط السعودية الذي تنطبق عليه مقولة (لا خوف من الله ولا حياء من الناس) فقد أطل علينا بوجهه غير المريح ليقول : ان أسعار التذاكر الداخلية لم تتغير منذ ستة عشر عاماً وقد حان وقت تغييرها (ياما جاب الغراب لأمه) ، ألا يكفينا منك يا خالد الملحم كثرة أعطال الطائرات وسوء الخدمات وتأخير الرحلات وتكدس المسافرين عند اصغر مناسبة أو إجازة؟؟؟ ، ألا يكفينا منك سوء المعاملة التي نحصل عليها ابتداءً من موظفي الكاونتر وحتى مُضيفاتك المُتوحِشَّات؟؟؟ ، ألا يكفيك تذمُّر موظفيك من تدني الرواتب وانعدام المزايا وعدم مساواتهم بزملائهم الموظفين في الشركات العالمية المماثلة ولذلك لن يكون أدائهم مُرضياً ، ألم يردعك يا مدير الخطوط السعودية عن مثل هذا الكلام أوضاعنا المالية المُزرية ؟؟؟ ، أم أنك قد سال لعابك للزيادات الرمزية التي حصل عليها المواطن مؤخراً؟؟؟ ، يا مُدير الخطوط السعودية!!! لماذا لم تُفكِّر في رفع أسعار التذاكر الدولية؟؟؟ لماذا فقط الرحلات الداخلية؟؟؟!!! أم ان الذي دعاك لمثل هذا القول انعدام المنافسين على الرحلات الداخلية وحاب تستفرد فينا (يا شيخ خاف الله) ، كان يجب عليك يا خالد الملحم أن تختار الوقت المُناسب لمثل هذه التصريحات المُستفِزَّة ، لأننا في وقت يتداعى فيه المُخْلِصون من ابناء هذا الوطن لرفع دخل المواطن وخفض الأسعار ، فمالي أراك تنعق خارج السرب؟؟؟ ، وإذا كانت لديك الجرأة للحديث عن رفع أسعار التذاكر الداخلية على المواطنين المساكين فلتكن لديك الجرأة للحديث عن الإركاب المجاني والطائرات الضخمة التي تُقلِع وليس على ظهرها إلَّا راكب أور اكبين من الوزن الثقيل!!! .

تساءل : هل هذه المواقف وتلك التصريحات هي ما فهمه الوزراء من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة؟؟؟ !!!.

المطلوب : أن يتحمل وزير التجارة ورئيس هيئة محاربة الفساد مسئوليتهما تجاه مدير الخطوط السعودية من باب مُحاربة جشع التجار وحماية المستهلك ، كما يجب على رئيس هيئة محاربة الفساد مُحاسبة وزير المالية على عدم تنفيذه الأوامر الملكية الكريمة كما صدرت ، ومسائلته عن المُستند الذي اعتمد عليه في تحويل الأوامر الملكية إلى رغبات عسَّافية .

د/حسن العجمي

Agmi_25
@hotmail.com